المنتدى العربي الأوروبي لمكافحة الكراهية ينظم يوما دراسيا حول الهجرة

7 ديسمبر 2025

ينظم المنتدى العربي الأوروبي لمكافحة الكراهية، بشراكة مع روطاري طنجة، يوماً دراسياً علمياً تحت عنوان:
“المهاجرون الأفارقة في وسائل الإعلام بين خطاب الكراهية ومبادئ حقوق الإنسان”، وذلك يوم السبت 13 ديسمبر 2025 ابتداءً من الساعة العاشرة صباحاً بقاعة الندوات في فندق سولازير كنزي بمدينة طنجة.

ويأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي في ظل تزايد حضور قضايا الهجرة في النقاش العمومي والإعلامي، وما يرتبط بها من تمثلات وصور ذهنية حول المهاجرين الأفارقة، خصوصاً في سياق التحولات التي يعرفها المغرب كبلد عبور واستقرار. كما تتنامى تأثيرات الإعلام الرقمي والمنصات الاجتماعية التي أضحت فضاءً مفتوحاً لانتشار خطابات التمييز والتحريض، مما يستدعي إطلاق مبادرات فكرية تسهم في تعزيز خطاب إعلامي مسؤول يحترم مبادئ حقوق الإنسان.

وسيشارك في تأطير هذا اللقاء عدد من الأساتذة الجامعيين، والخبراء في القانون والإعلام والهجرة.

والدعوة عامة للمهتمين بالشأن الإعلامي وحقوق الإنسان، وللباحثين والطلبة وعموم الفاعلين.


أرضية اليوم الدراسي:

يشكّل تناول قضايا الهجرة في وسائل الإعلام أحد أبرز الرهانات الحقوقية والاتصالية في السياق الدولي الراهن، نظراً لما تكشفه دراسات متعددة من تنامي حضور خطاب الكراهية والتمييز ضد المهاجرين، سواء في الإعلام التقليدي أو في الفضاءات الرقمية. فقد بيّنت تقارير دولية، منها تقارير المنظمة الدولية للهجرة، أنّ فاعلين إعلاميين في عدد من الدول يقدّمون صوراً نمطية تختزل المهاجر في مشاهد مرتبطة بالبطالة، والانحراف، وضعف الاندماج، وتالياً تثبيت صورة تهديدٍ مفترض للأمن والاستقرار داخل المجتمعات المضيفة.
هذا التمثّل الإعلامي المختزِل يُعمّق مشاعر الخوف وعدم الثقة، ويُضعف إمكانيات إدماج المهاجرين بوصفهم فاعلين اجتماعيين وثقافيين واقتصاديين قادرين على الإسهام في تنمية المجتمعات التي يحتضنونها.

وفي مقابل هذا الواقع، تتزايد الدعوات إلى اعتماد مقاربات إعلامية جديدة قائمة على قيم حقوق الإنسان ومبادئ الأخلاقيات المهنية، عبر تسليط الضوء على قصص النجاح، وإبراز المهاجرين باعتبارهم مكوّناً من مكوّنات التنوّع الثقافي، وعنصراً إيجابياً في ديناميات الاندماج داخل المجتمعات المضيفة. كما تؤكد الأدبيات الحديثة ضرورة تكوين الصحافيين في آليات رصد خطاب الكراهية، وتفكيك السرديات المُضلِّلة، والتعريف بالإطارين الوطني والدولي لحماية حقوق المهاجرين.

ومع ارتفاع منسوب خطاب الكراهية داخل المنصات الرقمية، برزت الحاجة الملحّة إلى تعزيز أدوار الفاعلين المدنيين والمؤسسات الوطنية في تتبّع هذا الخطاب، والحد من تأثيراته، وتطوير برامج للتربية على الإعلام والمواطنة الرقمية، بما يُسهم في ترسيخ قيم التعايش والاحترام المتبادل.

وانسجاماً مع هذا الوعي، بادر **المنتدى العربي الأوروبي لمكافحة الكراهية* بشراكة مع *مؤسسة روتاري طنجة* إلى تنظيم يوم دراسي لمناقشة حضور المهاجرين الأفارقة في وسائل الإعلام، وذلك يوم السبت 13 ديسمبر 2025، احتفاءً باليوم العالمي للمهاجرين واليوم العالمي لحقوق الإنسان.

ويكتسي اختيار مدينة *طنجة* دلالة رمزية وحضارية؛ إذ تُعدّ فضاءً تاريخياً للتبادل الثقافي والانفتاح، ومعبراً رئيسياً للهجرة منذ قرون، ومسقط رأس الرحّالة ابن بطوطة. كما أن المغرب، من خلال دستوره لسنة 2011 وسياساته المتقدمة في مجال الهجرة، يشكل نموذجاً إقليمياً في تبنّي قيم الاحترام المتبادل والتسامح. ويبرز هذا الالتزام من خلال استضافته سنة 2018 لمؤتمر المصادقة على *الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية*، ومن خلال احتضان *المرصد الإفريقي للهجرة* التابع للاتحاد الإفريقي.

أهداف اليوم الدراسي

1. تحليل آليات إنتاج خطاب الكراهية الموجّه ضد المهاجرين الأفارقة في وسائل الإعلام.
2. مناقشة سبل تطوير منظومة التغطية الإعلامية لقضايا المهاجرين بما ينسجم مع المعايير الدولية.
3. إبراز الأبعاد الحقوقية والأخلاقية في التناول الإعلامي لقضايا الهجرة والاندماج.

محاور الندوة:

* *خطاب الكراهية والتمييز العنصري*: بين قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان وأخلاقيات الممارسة الإعلامية.
* *دور المؤسسات الوطنية والمنظمات المدنية** في مواجهة خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة احترام حقوق المهاجرين.

المشاركون:

* ممثلون عن مؤسسات وطنية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان والهجرة.
* أساتذة وباحثون في مجالي القانون الدولي وقضايا الهجرة.
* إعلاميون متخصصون في قضايا الاندماج وحقوق المهاجرين.

الاخبار العاجلة