
في إطار فعاليات المنتدى الوطني الخامس حول “التطوع التعاقدي: رهان لتحقيق التنمية وتعزيز أدوار جمعيات المجتمع المدني”، المنظم من طرف الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل الألمانية، شارك الدكتور حفيظ أركيبي، الأستاذ الباحث في القانون والإعلام وعضو المكتب التنفيذي للمركز المغربي للدراسات والأبحاث في حقوق الإنسان والإعلام، في الورشة الرابعة التي خُصصت لموضوع:
“دور الإعلام والقيم في تعزيز العمل التطوعي التعاقدي”.
في مداخلته، أبرز الدكتور اركيبي أن الإعلام يشكل محركًا أساسيًا للتغيير الاجتماعي والثقافي، إذ يمكنه أن يحول العمل التطوعي من مبادرة فردية إلى قوة منظمة ومستدامة تسهم في التنمية وتكرس قيم المواطنة الفاعلة والمسؤولية المجتمعية، مشيرا إلى وجود فجوة إعلامية في تناول قضايا التطوع، مؤكدا على أهمية استثمار الإعلام كرافعة أساسية لترسيخ ثقافة التطوع التعاقدي في ضوء القانون رقم 06.18 المتعلق بتنظيم العمل التطوعي التعاقدي، ومرسومه التطبيقي رقم 2.23.72.
كما دعا إلى مضاعفة الجهود لتفعيل الدور التوعوي والتحفيزي للإعلام، مشددا على أن تفعيل الإطار القانوني الجديد يظل رهينًا بمدى قدرة الإعلام الوطني على مواكبة التحولات التشريعية والتواصلية، وتبسيط المفاهيم القانونية للجمهور، بما يضمن ممارسة تطوعية مؤطرة وواعية، تساهم في تحقيق التنمية وتكريس قيم المواطنة.
وفي ختام مداخله، قدم الباحث اركيبي مجموعة من التوصيات العملية، أبرزها:
1.تشجيع الدراسات العلمية التي تُبرز تطور الممارسة التطوعية وأثر الإعلام في دعمها؛
2.إحداث مرصد إعلامي للتطوع يصدر تقارير دورية حول الصورة الإعلامية للعمل التطوعي في مختلف وسائط الإعلام؛
3. إدماج مفهوم التطوع التعاقدي في الخطاب الإعلامي، مع التركيز في القصص على ما اكتسبه المتطوع من مهارات وخبرات، وليس فقط على ما قدمه من خدمات؛
4. إنشاء برامج إعلامية متخصصة وزيادة الاستثمار في الإعلام الرقمي الموجه للشباب؛
5. تنظيم تكوينات في أخلاقيات تغطية قضايا التطوع ضمن برامج تكوين الصحفيين والإعلاميين؛
6. تشجيع البرامج التلفزية والإذاعية على تناول التطوع كممارسة مواطِنة مؤطّرة بالقانون والقيم، وليس كعمل خيري ظرفي؛
7. إنتاج محتوى تربوي حول التطوع التعاقدي عبر الإذاعات الجامعية والقنوات التعليمية؛
8. اعتماد استراتيجية إعلامية متعددة الأوجه تروم تطبيع فكرة “الالتزام المنظم” في المجتمع، وتحويل التطوع من ممارسة هامشية إلى قيمة أساسية وطنية.














