انطلاق أشغال اليوم الدراسي حول حقوق المهاجرين الأفارقة

13 ديسمبر 2025

المججوب بنسعيد- طنجة

احتضنت مدينة طنجة، صبيحة اليوم السبت، أشغال يوم دراسي حول موضوع «المهاجرون الأفارقة في وسائل الإعلام: بين خطاب الكراهية ومبادئ حقوق الإنسان»، نظمه المنتدى العربي الأوروبي لمكافحة الكراهية بشراكة مع مؤسسة روتاري طنجة، وذلك احتفاءً باليوم العالمي لحقوق المهاجرين واليوم العالمي لحقوق الإنسان.

وهدف هذا اللقاء العلمي إلى تشخيص آليات اشتغال خطاب الكراهية ضد المهاجرين الأفارقة في وسائل الإعلام، ومناقشة السبل الكفيلة بتطوير التغطية الإعلامية لقضايا الهجرة، بما يضمن احترام المبادئ الحقوقية، ويعزز مقاربة إعلامية قائمة على عدم التمييز وصون الكرامة الإنسانية.

وتضمن برنامج اليوم الدراسي عقد جلستين علميتين، جرى خلالهما عرض ومناقشة مجموعة من المداخلات المؤطرة لمحورين رئيسيين؛ أولهما خطاب الكراهية والتمييز العنصري في ضوء قواعد القانون الدولي وأخلاقيات الممارسة الإعلامية، وثانيهما دور المؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني في الحد من كراهية المهاجرين ومناهضة الصور النمطية السلبية.

وعرف هذا اليوم الدراسي مشاركة ممثلي عدد من المؤسسات الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الإنسان وحقوق المهاجرين، إلى جانب أعضاء من المكتب التنفيذي للمنتدى العربي الأوروبي لمكافحة الكراهية، وأساتذة باحثين متخصصين في القانون الدولي وقضايا الهجرة، فضلاً عن إعلاميين مهتمين بقضايا الإدماج وحقوق المهاجرين.

وأكدت الورقة المفاهيمية المؤطرة لليوم الدراسي على خطورة تنامي خطاب الكراهية في وسائل الإعلام ضد المهاجرين، ولاسيما عبر منصات التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل فضاءات مفتوحة لانتشار هذا النوع من الخطاب، بما يحمله من تهديد للسلم المجتمعي وقيم التعايش.

وشددت الورقة ذاتها على الحاجة الملحة إلى تفعيل أدوار منظمات المجتمع المدني في التأثير على المواقف العامة، والحد من توظيف خطاب الكراهية ضد المهاجرين، مع الإسهام في تفكيك السرديات السلبية، وتعزيز قيم عدم التمييز، وتوفير برامج للتكوين وبناء الثقة، وإشراك المجتمعات المحلية في جهود الإدماج والتماسك الاجتماعي.

ويذكر أن المنتدى العربي الأوروبي لمكافحة الكراهية كان قد حذّر، في مناسبات متعددة، من التصاعد المستمر لخطاب كراهية المهاجرين، لما يشكله من تعارض صارخ مع القوانين والمواثيق والإعلانات الدولية التي تجرّم التحريض على الكراهية القومية والعنصرية والدينية، كما يقوض الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيز قيم التسامح والتفاهم والعيش المشترك بين الشعوب.

وسبق للمنتدى أن نظم، في أكتوبر 2024، يوماً دراسياً بمدينة طنجة حول موضوع «أي دور للتربية في مكافحة الكراهية»، احتضنه مقر المفوضية الأمريكية، وخصص لإبراز دور التربية والتعليم في بناء القدرات على مواجهة خطاب الكراهية، وتعزيز التنشئة على القيم المدنية، وإدماجها في المناهج الدراسية، إلى جانب تفعيل دور المدرسين في مناهضة الكراهية داخل الفضاءات التعليمية وخارجها.

وتجدر الإشارة إلى أن المنتدى كان قد أبرم، خلال الشهر الماضي ببروكسيل، اتفاقية تعاون مع الأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث، هدفت إلى إعداد وتنفيذ برنامج أنشطة مشتركة تتمحور حول ثقافة حقوق الإنسان، والتربية على قيم الوسطية والاعتدال، ومكافحة خطاب الكراهية، وتعزيز الحوار والتسامح والعيش المشترك.

الاخبار العاجلة